بناء نموذج تفسيرى للعلاقات بين المسؤوليةِ الاجتماعيّةِ والسلوكِ الاجتماعيِّ الإيجابيِّ كمنبئات بجودة الحياة الأكاديمية لدى طلبة الجامعة (ورقة أولية: الأطار المفاهيمي)
الكلمات المفتاحية:
المسئوليةُ الاجتماعيةُالملخص
تعد المسؤولية واحدة من القيم الاجتماعية التي يجب أن يتمسك بها الفرد، حيث أن النجاح في تحمل المسؤولية يعني نجاحك في العمل ونجاحك في الحصول على ما تريد، كما أنها تتطلب منك أن تعرف ما لك وما عليك من حقوق حيث أنه يجب أن تعرف واجبك تجاه الآخرين، كما أن الفشل في تحمل المسؤولية يعني الفشل في الحياة، كما يعني الأقبال على سلوكيات إذا الذات والأخرين دون وعي أو تمييز.
ويعتبر سيد عثمان (1986، 273) من أبرز العلماء العرب الذين كتبوا في المسئولية الاجتماعية بإعتبارها تعكس المسئولية الفردية عن الجماعة التي ينتمي إليها الفرد أى أنها: مسئولية ذاتية وأخلاقية وفيها الواجب الملزم داخليًا يغلب عليها التأثير الاجتماعي.
وهو ما يشير إلى وجود عدة أنواع من المسئولية الاجتماعية: منها المسئولية الذاتية الخاصة بالفرد ومسئوليته نحو الجماعة، حيث يكون الفرد مسئولاً ذاتياً -أى أمام ذاته- أو أمام صورة الجماعة المنعكسة في ذاته، أو أمام الجماعة مباشرة، وأولاً وأخيراً أمام الله سبحانه وتعالى وهو ما يعبر عنه بالمسئولية الأخلاقية.
كما يوجد عدة تصنيفات للمسؤولية ومن ضمن هذه التصنيفات ما يشير إلى: المسؤولية الدينية والأخلاقية، والمسؤولية الاجتماعية، والمسؤولية تجاه الأسرة، والمسؤولية تجاه الوالدين، ومسؤولية الزوج تجاه الزوجة، ومسئولية الزوجة تجاه الزوج، ومسؤولية الأباء تجاه الأبناء، والمسؤولية تجاه الأهل والأقارب.
وهذا ما يؤطر للنظرة الشمولية المسؤولية الاجتماعية في الإسلام لكافة الجوانب الروحية إضافة إلى الجوانب المادية، حيث إن المسؤولية الاجتماعية التي حث عليها الإسلام كتنظيم اجتماعي يؤسس لبناء مجتمع مستقر ومتماسك تكتمل فيه جميع العناصر الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وهي لا تتوقف عند حد المساهمات المادية أو العينية كما هو حاصل في المنظور الوضعي، إنما تتعداه إلى غرس روح المحبة والألفة والرحمة كلبنة لخلق المجتمع المسلم المستقر والمستمر عبر العصور من خلال الحقوق والواجبات والأوامر والنواهي في شتى مجالات الحياة الاجتماعية.